الحمـد لله الـذي فاوت بين عبـاده في العقـول والهمم والإرادات، ورفع بعضهم فوق بعض بالإيمان والعلم ولوازمهما درجـات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا

  ىشريك له في الذات، ولا سمي له في الأسماء ولا مثيل له في الصفات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أشرف البريات، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم في كل الحالات.

أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، فتقوى الله وقاية من الشر والعذاب، وسبب موصل للخير والثواب.

عباد الله، قد بيَّن الله لكم مراتب الخير وثوابه، وحضَّكم على ذلك، وسهَّل لكم طرقه وأسبابه، فقال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، وإلى قوله: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [الزمر: 74]، فوصف المتقين بالقيام بحقوقه وحقوق عباده وبالتوبة والاستغفار، ونفى عنهم الإقامة على الذنوب والإصرار.

وقـال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (يا رسول الله: أخبرني بعمل يدخلني الجنة وينجيني من النار، قال صلى الله عليه وسلم: "لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصـوم رمضان وتحـج البيت) [1]؛ أي فمن قام بهذه الشرائع الخمس حقَّ القيام، استحق النجاة من النار ودخول دار السلام، ثم لما رآه شديد الرغبة في الخير، وضَّح له وللأمة الأسباب التي توصل إلى خيري الدنيا والآخرة، والأبواب التي تفضي إلى النعم الباطنة والظاهرة، فقال: (ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة)[2]؛ أي: وقاية في الدنيا من الذنوب، ووقاية في الآخرة من جميع الكروب: ( والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل "، ثم تلا قوله تعالى: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 16]، حتى بلغ: رضي الله عنه: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]، ثم قال: "ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذِروة سنامه؟ رأس الأمر: الإسلام وعموده: الصلاة وذروة سنامه: الجهاد في سبيل الله"، ثم قال: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟"، قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه وقال: "كُفَّ عليك هذا"، قلت يا رسول الله: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على مناخيرهم إلا حصائد ألسنتهم؟!).

فمن ملك لسانه فشغَله بما يقرِّبه إلى الله من علم وقراءة وذكر ودعاء واستغفار، وحبسه عن الكلام المحرم من غيبة ونميمة وكذب وشتم، وكل ما يسخط الجبار - فقد ملك أمره كله، واستقام على الصراط المستقيم، ومن أطلق لسانه فيما يضره استحق العذاب الأليم.

فانظروا رحمكم الله ما أسهل هذه الشرائع وأيسرها، وما أعظم ثوابها عند الله وأكملها، فجاهدوا نفوسكم على تحقيقها وإكمالها، وسلوا ربكم الإعانة على أقوالها وأفعالها.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/140265/#ixzz6lrAZpXgk

logo 2


Facebook LikeBox

Rss 1

Feed not found.

Halkan KARAADI VIDIO

Halkan karaadi

1282344
Today
Yesterday
All days
1708
1694
1282344
2025-10-16 23:35

Maamulka dacwadda

SS10

 

Kulamadda dacwadda

title_68f18145ae58e19909706981760657733
title_68f18145ae67814604513071760657733
title_68f18145ae7493026450071760657733
title_68f18145ae81a5088822891760657733
title_68f18145ae8e817909773961760657733
title_68f18145ae9b616502501541760657733

 

DURUUSTA IYO MUXAADARAATKA

title_68f18145af6976436627571760657733
title_68f18145af76a15391751321760657733
title_68f18145af83b8571496061760657733
title_68f18145af90920399540411760657733

ISLAMCHOICE.ORG SOMALI

Mowqica Dacwadda iyo Barashadda Diinta ee Kitaabka iyo Sunadda calaa Fahmi Salafus-Saalix

UongofuUongofu.com