من الآداب وأنواع السلوك في الإسلام
لَقَد قَصَدَ الإسْلامُ أنْ يكُون الإِنسان مَثَلاً صَالحاً محمُود الخصال شريف الشمائل كريم الأخلاق إن تكلم صَـدَقَ، وإنْ وَعَدَ وَفَى بِوَعْده، وإن أؤتُمِنَ في أمْرٍ أَدَّى الأمانَةَ وَلَمْ يَخُنْ، وإنْ رَأى أمراً مُنْكراً غَيَّرهُ بيَدِه؟ فإِنْ لمْ يَسْتَطعْ فَبِلسانه، فإن لم يَسْتَطعْ فَبِقَلْبه؟ وإن تَكَلم خفضَ صَوتَه، وَإن مَشَى لَم يَكُن مُخْتَالاً وفخوراً في مشيتِه، وإنْ رأى كَبيراً وَقَّره. ومِنَ الآدابِ وأنواع السلوك في الإسلام ما يلي:
على المسْلم أن يُحْسِن الأدب في الكلام والمحادَثَة واللطافَة في التَّخَاطُب واجْتنابِ الخشُونة في الحديثِ، قال تعالى: {وقُولُوا للنَّاسِ حسناَ} أي كلاماً طيباَ عند المحادثة والمخاطبة فيكون الحديث هيّناً برفق ليس بالمرُتفع ولا بالمنخفض، وخَيْر الأمُور أوسطُها ونهى الله عن الكذب في الكلام قال تعالى(1)
{إنَّ الَّذينَ يَفْتَرُونَ عَلى الله الْكَذِبَ لا يُفْلِحُون} فالكاذب لا ينجح ولا يُفلح في جميع أَموره.
على المسلم أَن يحسن التحيَّـة الحسنة والسلام قال تعالى(2) : {وإِذا حُيّيتُم بِتحِيَّة فَحَيّوا بِأحسَنَ مِنْها أَوْ ردّوها}. وقال الرسول صلى الله عليه وسلـم(3) : "يُسَـلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليلُ عَلى الكثيرِ". وسَأل رَجل الرسول صلى الله عليه وسلم أَيَّ الإِسْلام خيرٌ؟ قال:(4) "تُطْعم الطعام وتقرأ السَّلام عَلى مَن عَرَفْتَ وعَلى مَنْ لَم تَعْرِف".
وعلى المسلم أَن يوسع لجليسه إذا أَقبلَ عليهِ ويَلتزم معه الأدب والوقار إِذا كان أَكبر منه سنا وخاصة إِذا كان أَباً أَو أستاذاً له. وليس للقادم أَن يُقيمَ أحداً من مجلسه ليجلس مكانه قال صلى الله عليه وسـلم(5) "لا يقيم الرجلُ الرَجُلَ من مَجْلِسِهِ ولكنْ تفسَّحوا وتوَسَعُوا".
وعلى المسلم أَن لا يأكل حتى يجوع لأن الأكل على الشبع مَضَرة أكيدة والإسلام يراعي صحة الجسد وسلامته. وأن لا يأكل المسلم أو يَشْرب إلا ما أحله اللُه. قال تعالى(6): {كلُوا من طيِّبات ما رزقناكم} وإذا أراد المسلم أن يأكل نظَّف يديه وفمه ثم يسمي باسم اللُه ويبـدأ في الأكل بسكينة وانشراح. قال صلى الله عليه وسلم(7): "إِذا أكَلَ أحَدُكُم فَنَسِيَ أنْ يَذْكُر الله تعالى على طَعَامِهِ فَلْيَقُل بِسْم الله أولهُ وَ آخِرَه" والأفضَل للمسلم أن يأكل باليد اليمنى ومما يليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(8) : "سمِّ الله تعالى وَكُلْ بيمينك، وكلْ مِما يَليكَ". وبعد الانتهاءَ من الأكل يحمَدُ المسلمُ ربَّه ويشكره على نعمة الأكل أَو الشرب اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من طعـامه قال(9): "الحَمْدُ للهِ الَّذي أطعَمَنَا وَسَقانا وَجَعَلَنَا مُسْلمين" ثم يغسل يَدَيْهِ وفَمَهُ. والإِسـلام يُرشد دائماً إلى ما فيه الخير ويدعو للتنظيم فقد خَصَّص اليدَ اليمنى لاستعمالها في الأشياء الطيبة الكريمة مثل الأكل والشرب والمصافحة وحمل المصْحف الشريف وكتب العلْم، واليد اليسرى لغير ذلك كالوضوءِ وتنظيف الأنف والأذن وحمل النَّعْلين. فالشيءُ الحسن يجب أَن تُستعمل فيه اليَدُ اليمنى. وكذلك الرِّجلان فالرِّجل اليُمنى تُستعمل للدخول في المساجِد أولاً. وعند لبس النَّعْلين عن أبي هريرة رضي الله عنه - أَن النبي صلى اللُه عليه وسلم قال(10): "إذا انْتَعَلَ أَحَدُكُم فَلْيَبْدَأَ باليَمين وإِذا نزَع فَلْيَبدأ بالشِّمال".
ومن آدابِ الإسلام أن يقول المسلم عند دخول المرحاض: "اللهُمَّ إني أعُوذُ بكَ مِنَ الُخبُثِ والخبائث"(11) وقَبْلَ الدخول يُقدِّم رجله اليُسْرَى وعند الخروج يقدِّم رجلَه اليُمْنى. وأن لا يَدخُل بشيء فيه ذِكْرُ اللهِ أوْ القُرآن احتراماً وتعظيماً. ويعْتمد في جلوسِه على رِجله اليُسرى وينصب اليُمنى ويَسْتَتِرُ. وإذا
خَرَجَ من المرْحاض قال: "الحَمدُ للهِ الَّذي أذهَبَ عَنيِّ الأذَى وَعَافَاني"(12). ثم يغسل يَديه بالماءَ والصابونِ. وإِذا كان المسلمُ في الصحراء فلا يحلُّ له أنْ يقْضي حاجَتَه في طَريقٍ أو محِل جُلُوسِ النَّاس أو تحت الأشجَار المثمِرة لأنَّ كُلَّ ذلك يؤذي الناس. ولا يَسْتَقْبِل القِبْلَةَ وَلاَ يستدبرها حالَ قَضاءَ حاجَته لِقَوْله صلى الله عليه وسلم(13): "إذا أَتَيْتُم الغَائِطَ فَلاَ تَسْتَقْبلُوا القِبْلةَ بغائط ولا بَوْل وَلاَ تَسْتدْبروها ولكنْ شرِّقوا أو غرِّبوا". متفق عليه، فإذا قضى المسلم حاجته استجْمر بثلاثة أحجارٍ إذا كان في الصَّحراءِ وإِذا كانَ في البَلَدِ اسْتَنْجَى بالماء.
ومِنْ آداب الإِسلام أنْ يَنامَ المسْلمُ في اللَّيل ويأخُذَ راحَتَه قال تعالى: {وجعلنا نومكم سباتاً * وجعلنا الليل لباساً * وجعلنا النهار معاشاً}.(14)
وصِفَةُ النَّوم أن يضطجع على فراشِه على الأرض أوْ السَّرير ثم يتحوَّلَ على جَنْبه الأيمن لِفِعْل الرسُول صلى الله عليه وسلم ويَدْعُو المسْلمُ ويقول: "اللَّهُمَّ باسْمِكَ أمُوتُ وأحيَا، أَعوذُ بكلِماتِ الله التامَّات مِنْ شَرَ مَا خَلَق" ويَقْرَأ مَا يَتَيَسر مِنَ القُرآن الكَريم آيةً أوْ آيتين. وإذا استيقظ من نومه قال: "الْحَمْد لله الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أمَاتَنَا وَإليْهِ النُّشُور، أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الملْكُ لله" والإسْلام يحثُّ على النَّوم مبكراً والاسْتِيقَاظِ مُبَكِّراً وذلك يُساعِدُ عَلى دَوامِ الصحة والعافية والبَركة في الأعْمال و الأرزاق.
وعلى المسْـلم أن يزُور أقاربَه في منـازلهم وإخوانَه في الإسلام يسِلمُ عليهم ويسْألهم عن أحْوالهم ويدْعو الله لهُم بدَوام الصّحَّة والعافية والرِّضا والقَبول. وعندَ الزيارة يجب على المسْلم أن يسْتَأذن في الدُّخول فإِنْ أذنَ لهُ وإِلا فَلْيَرْجع مِنْ حيثُ أتى.
قال تعالى:
سورة النور الآيات 27 - 28
(1)
سورة النحل: 116.
(2)
سورة النساء: 86.
(3)
رواه البخاري.
(4)
رواه البخاري ومسلم.
(5)
رواه البخاري ومسلم.
(6)
سورة طه: 81.
(7)
رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
(8)
رواه البخاري ومسلم.
(9)
روى مسلم نحوه وكذلك الإمام أحمد في المسند، ومالك في الموطأ.
(10)
رواه مسلم في باب اللباس.
(11)
رواه البخاري ومسلم وأحمد في مسنده.
(12)
رواه النسائي وابن ماجه.
(13)
رواه البخاري ومسلم.
(14)
سورة النبأ: 9-11.
Su’aal 12: Waxaad sheegtaan Aayada ugu yar
...Su’aal 12: Waxaad sheegtaan Aayada ugu yar
...Su’aal 12: Waxaad sheegtaan Aayada ugu yar
...Mowqica Dacwadda iyo Barashadda Diinta ee Kitaabka iyo Sunadda calaa Fahmi Salafus-Saalix